رياضة كأس العرب ورطت عدداً من المدربين قبل كأس العالم
شهدت منافسات بطولة كأس العرب 2025 إثارة كبيرة، رغم أن النهائي جمع منتخبين كانا مرشحين منذ البداية لحصد اللقب، وهما منتخبا المغرب بطل هذه النسخة والمتوج منذ مدة ببطولة أفريقيا للاعبين المحليين "الشان"، والمنتخب الأردني الذي حقق تأهلاً تاريخياً لنهائيات كأس العالم 2026، وشارك بالتركيبة المثالية باستثناء موسى التعمري، نجمه الأول والمتألق في الفترة الماضية.
وشهدت البطولة أيضاً مفاجآت أخرى، بما أنّ منتخب قطر، منظم المسابقة والمتأهل لنهائيات كأس العالم، ودّع المسابقة منذ الدور الأول وكذلك منتخب تونس، وصيف النسخة الماضية الذي لم يقدر على التقدم في المسابقة، وقد كان كل منتخب منهما مرشحاً لحصد اللقب.
وشاركت بعض المنتخبات في هذه النسخة من كأس العرب في قطر بالمدرب الأول الذي يُفترض أن يكون حاضراً في نهائيات كأس العالم، رغم ما يمثله هذا القرار من مخاطر على مستقبلهم التدريبي، لكنّ هذه الاتحادات فضّلت المجازفة معولة على خبرة هذه الأسماء بحثاً عن التألق في البطولة. ومع انتهاء مشاركة كلّ منتخب في البطولة، تهدد مخاطر عدداً من الأسماء، إذ كان مجيد بوقرة أول مدرب يؤكد انسحابه من المهمة بعدما أعلن استقالته من قيادة منتخب الجزائر الرديف عقب الخسارة في ربع النهائي أمام منتخب الإمارات.
وبات مدرب منتخب تونس سامي الطرابلسي في موقف صعبٍ للغاية بعد أن ودّع "نسور قرطاج" كأس العرب من الدور الأول، إذ وجهت الكثير من الانتقادات إلى المدرب التونسي الذي بات مصيره مهدداً في حال الفشل في كأس أفريقيا التي تحتضنها المغرب، ذلك أن عدم التقدم في المسابقة سيكون بمثابة الفشل الثاني في رصيد تونس، وبالتالي سيدفع سامي الطرابلسي ثمن أي فشل قد يعترض طريق المنتخب التونسي. وطالب العديد من الأطراف بأن تُشارك تونس في البطولة بالمنتخب الثاني، وأن يكون على رأسه مدرب آخر، لكنّ الاتحاد فضّل أن يكون الطرابلسي مشرفاً على المنتخب في البطولة، وقياساً بمستوى تونس في كأس العرب، فإنّ مستقبل الطرابلسي يبدو محسوماً، خصوصاً مع تصاعد ضغط الجماهير التونسية في الأيام الماضية التي تطالب بالتعاقد مع مدرب أجنبي يقود المنتخب في نهائيات كأس العالم، أملاً في تحقيق أول تأهل للدور الثاني من المونديال، في سابع مشاركة في النهائيات العالمية.
ورغم وصول المنتخب السعودي إلى نصف نهائي كأس العرب 2025، فإنّ الحصاد لم يكن مقنعاً بالنسبة إلى الجماهير السعودية التي تُطالب بإقالة المدرب هيرفي رينارد، الذي ظهر متشنجاً في آخر مؤتمر صحافي قبل لقاء المركز الثالث، إذ اعتبر أن قرار الإقالة، إن اتُّخذ، لن يكون مزعجاً بالنسبة إليه، بما أنه يتقبل قانون اللعبة، والإقالة جزء من مهنة المدرب، وقد أكدت تقارير إعلامية سعودية أن الاتحاد انطلق في البحث عن مدرب جديد، وعلى الأرجح أنه سيكون من بين الأسماء التي تعمل حالياً في الدوري السعودي لربح الوقت وتفادي الضغط لاحقاً. ولم يحقق التعاقد مع رينارد المكاسب التي كان يطمح إليها المنتخب السعودي، الذي وجد صعوبات كبيرة لتأمين التأهل المباشر للمونديال، كذلك فإن الأداء في كأس العرب كان مخيباً، حيث كان سالم الدوسري مفتاح كل النجاحات وكلمة السرّ في وصول المنتخب إلى المربع الذهبي.
من جانبه، أصبح الإسباني يوليان لوبوتيغي في موقف صعب إثر فشل منتخب قطر، منظم البطولة، في تخطي عقبة الدور الأول من دون أن يحقق أي انتصار، وسجل هدفاً وحيداً، وهذا الحصاد يُضعف موقف المدرب الإسباني، باعتبار أن جماهير العنابي كانت تأمل أن يحقق منتخب بلادها حصاداً أفضل في البطولة بعد أن حل ثالثاً في نسخة 2021. ولم يتحدث الاتحاد القطري عن مستقبل التعاقد مع المدرب الإسباني، وبالتالي فإن كل الخيارات أصبحت ممكنة بخصوص استمراره مع المنتخب وقيادته في نهائيات كأس العالم.
أما منتخب العراق الذي ما زال ينافس في تصفيات المونديال ويخوض مباريات الملحق، فإن العديد من الأخبار تتحدث عن مستقبل المدرب أرنولد الذي قد يدفع غالياً ثمن وداع المسابقة منذ ربع النهائي أمام المنتخب الأردني، وبالتالي قد يكون خارج الحسابات خلال مباريات الملحق، رغم وجود اقتناع بالعمل الذي قام به طوال الفترة الماضية، بما أن منتخب العراق كسب التحدي تحت قيادة هذا المدرب وكان قريباً من تحقيق التأهل المباشر لنهائيات كأس العالم، وبالتالي قد يفضل الاتحاد العراقي استمراره. والمدرب "المونديالي" الوحيد في مأمن حالياً هو جمال السلامي الذي بلغ النهائي مع الأردن، ما يعزز موقفه في علاقته بالاتحاد الأردني، ولن يكون مهدداً بالإقالة من منصبه.
العربي الجديد